بياض الجمعة .. قصص ووجوه مختلفة

22-11-2021 09:58 AM

الثقة نيوز - امان السائح
الجمعة البيضاء، او كما يطلقون عليها الخضراء، او حتى السوداء، لا يهمنا اللون أو الشكل، لكننا نتحدث عن أجواء تنبعث من الشعوب وتبعث وراء سلعة يحتاجها بيت، أو اسرة، أو فرد بسيط عادي.

نعم انه اليوم أو الجمعة التي يقبل على الشراء فيها فئات متعددة من المجتمع، منهم من يبحث عن جهاز خلوي او حاسوب او اخر من يبحث عن الماركات العالمية، ليرضي متطلباته ويبحث عن شيء لطالما حلم بارتدائه، او فتاة ارادت ان تبهر صديقات بأنها أصبحت تمتلك هذه الحقيبة او ذلك المعطف، أو تلك الساعة الذهبية التي تضيء روحها ومعصمها، وتتباهى بها على مرأى من الجميع..

الجمعة البيضاء أو اي كان لونها، هي مصدر اهتمام هذه الفئة التي تبحث عن اداة كهربائية لطالما احتاجت لها من شهور طويلة، لتلتف بها حول مطبخها وتؤمن لابنائها وجبة مختلفة قليلة، أو تلك التي شاهدتها عبر أي من مواقع التواصل الاجتماعي والتي تصنع الحلوى، أو تقطع الخضروات بطريقة أنيقة، أو تخلط المقادير بسرعة وتجانس غير عادي.

انها الجمعة الجميلة المعاني، التي ينتظرها العديد من اسر العالم، والاسرة الاردنية التي ترغب بتأمين ابنائها، سلعة من الثياب، وينتظر هذا وتلك بعيون الفرح، أن تبتاعها ويأتي صبيحة ذلك اليوم لتمنح نفسها، رونقا وفرحا وحلما طالما تم انتظاره.

الجمعة.. هي التي تمنح بعض التجار الذين لم يرتد محالهم اي فرد منذ شهور طويلة مساحة رزق وان كان بسيطا، ويعيد الحياة لعتبات محله، ويعود الى بيته محملا بحلوى، أيام الرزق في جمعة بيضاء منحته رزقا ومالا وقوتا..

انه يوم الجمعة البيضاء وسنسميها «بيضاء» لانها مساحة فرح للجميع بصرف النظر عن هدف كل فرد، لكننا سننظر لها من جهة الاسرة الاردنية الدافئة الساكنة الملامح التي تنتظر بشغف وحب هذه اللحظات الجميلة، فهي الأمان لهم، وهي الرزق، وهي التي لا تنضب حياة وحيوية وعشقا للتسوق، ورغبة بالتغيير الايجابي في ايام هذه الاسرة..

انها الجمعة التي ينصاع الجميع لرغبتها، وينتظرها عشرات الالاف، ويفقد المعظم عقولهم على اعتابها، ويركنون المنطق جانبا، للحصول على سلعة ربما تكون سخيفة، أو حتى لا حاجة لها، ولا يمكن أن تصنع له فرقا.

الجمعة البيضاء يا سادتي ترى فيها كل شيء وتشارك فيها بافراح واحزان الشعب الاردني الذي تراه يقفز فوق ملامحه ليحصل على سلعته، انه اليوم الذي سيتدافع فيه الضعيف والقوي والفقير والغني والمحتاج والباحث عن القيمة والفخر بسلعته، انه الجمعة التي تجتمع بها كل تناقضات الناس.

انها الجمعة البيضاء يا أهل الخير والاقتصاد، والاجتماع، التي تظهر جانبا فعليا من عقلية الشعب الاردني بكل مكوناته، والقراءات تعبر عن روح وسلوك وعن ثقافة وعن ربما تفاوت الطبقات المجتمعية، وتنوع الحاجات والاهداف والرغبات والمطالب، فكل يبحث عن فريسة شرائية وسلعية، ويناضل لغايات الحصول عليها واقتنائها.

جمعة بيضاء اصبحنا نعتاد على انتظارها واعتاد البعض منا ان ينظم وقته واهتمامه وعقارب ساعته، ونمط حياته، وميزانية محفظته ليقود نفسه نحو هذا الهدف وان اختلف شكله لكنه واحد وهو الشراء فقط.

الجمعة البيضاء، هي التي تمنح التاجر فرصة حقيقية لتحريك ركود حياته ويتدفق عليه هذا الكم من البشر بين متفرج ومفاصل وشار، لكنه يبيع سلعته، ويقدم بضاعته وينشئ علاقة قادمة ومستقبلية بينه وبين زبونه، من أجل الثقة بنوعية السلعة..

الجمعة البيضاء او الحمراء أو حتى الخضراء، لون لا يشبة الا اقلام التلوين، لكن هدفه واساسه، وشكله يخدم المجتمع، ويخدم الفرد ويقدم واحة امان وهدوء للاسرة الاردنية..

طقس ونموذج جميل، وحقيقي للبيع والشراء، يعكس لون المجتمع وشخصيته وما وراء كل احداثه، جميل ان نشتري ورائع أن يييع التاجر سلعته، وهام أن نجسد هذه السلوكيات مرات بالسنة وليست مرة او اثنتين، فالشعب يحتاج لمساحة فرح.. يحتاج الى واحة تنظيم سلوكه ومشترياته، وترتيب اوراقه المالية.

الجمعة البيضاء حكاية يعكسها سلوك مواطن علينا احترام الاخر احترام المكان والزمان، واعتبار ذلك ساحة بيع وشراء لا نزاع على قطعة عادية، ايا كانت قيمتها.

الحكاية جمعة بيضاء أصلها غربي، وسلوكها الان عالمي، فلنستفد من أفكار الغرب الايجابية ولنخلق لانفسنا هوية شخصية تشبهنا لنفتخر بها..




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع