وصفي_التل حمانا وما حميناه ومشروع لم يكتمل

28-11-2021 10:32 AM

الثقة نيوز - الدكتور أحمد الشناق
الشهيد وصفي التل النهج والتفكير :
إغتيال الشهيد وصفي التل، إغتيال لمشروع لم يكتمل بمشروع دولة العقل والخلق والإنتاج ونهج الحكم النظيف، مشروع الوطن والهوية والأرض والإنسان .
- وصفي التل ورؤيته في نهج الحكم { مقتطف من بيان وزاري لحكومة وصفي التل} : إن أسوأ انواع الحكم في هذا العالم، هو الذي لا يعرف ماذا يريد، ولا يمتلك أهداف يسعى لتحقيقها، عندها يتحول الحكم إلى عصابة أو إلى تكيه من التنابله، أو إلى اضحوكه وهزؤ في أعين الكثيرين. إن أخطر الآفات التي تؤدي إلى تآكل الحكم في اي بلد، هي القوقعة أو التحجّر، ولعل تلك القوقعة وذلك التحجّر، هما خير سماد يساعد على تكاثر الفساد وإستشراء الإنتهازية وإنتشار الإرتزاق وتمرد الجهل وتسلط الإنحراف .... ََ
- وصفي بمراحل حكوماته تم تحقيق الإنجاز وبناء المؤسسات وإستغلال الثروات والموارد في خدمة الإنسان : ميناء العقبة، قناة الغور الشرقية، الطريق الصحراوي، الجامعة الأردنية، البنك المركزي، سد الملك طلال، شركة الفوسفات، إيصال المياه، صحيفة الرأي، إنشاء وزارة البلديات، مؤسسة الإقراض الزراعي، البريد الأردني............. الخ
- وصفي يحرق ملفات الحزبيين والسياسيين لدى دائرة المخابرات العامة، ويقول لا يوجد أردني خائن، ويستصدر العفو العام، وتعود المعارضة من الخارج وتتبوأ مواقع في الدولة، ويزور السجون .
- وصفي باب الحكومة المفتوح للمواطن، والمحارب الشرس للشلل والصُحبة والاصدقاء والجهوية والإقليمية الضيقة والمحسوبية والواسطة وحفلات الطبيخ والشراب في مواقع المسؤولية، ورسّخ نهج حُرمة المال العام في إدارة شؤون الدولة.
- وصفي آمن بالأردن وطن ودولة ومملكة، وأن موقع المسؤولية للأجلاء وبمرتبة الصحابة وبما يستحقه الوطن، وعاش تفاصيل الأردنيين بحياتهم ومناطقهم وطعامهم فكان يشبه الناس في وطنهم .
- وصفي المجاهد الجريح على أرض فلسطين، لمشروع الوطن الفلسطيني والهوية الوطنية
الفلسطينية، والجبهة الثالثة المقاومة بالداخل الفلسطيني.
- وصفي طرح فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة بالضفة الغربية عام ٦٥، وأدرك أطماع الحركة الصهيونية ومخططاتها بعد معركة السموع .
- وصفي رفض دخول حرب ٦٧، غير موافقاً على توقيت الحرب وليس على مبدأ الحرب، لقناعته ومعرفته بالظروف والمعطيات السياسية والعسكرية للدول العربية، وكان يؤكد أن الهزيمة والكارثة قادمتان لا محالة، وأن الكارثة على الأردن ستكون بإحتلال الضفة الغربية والقدس، فالكارثة والهزيمة المسبقة كانت بوعي وصفي وبموقف وصفي، لغياب الإستعداد العربي وغياب خطة عسكرية عربية وواقع سياسي عربي، وبديل المشروع العربي، كان خطابات التهريج والردح والكذب من بعض صبية الحكم العربية .
- وصفي المشروع والإعداد والإستعداد لجبهة عربية وخطة حقيقية، فرضت عليه خوض معركة شرسة ضد التهريج والكذب والخطأ ولعبة كراسي الحكم كذباً وخداعاً وتهريجاً بإسم فلسطين وعلى فلسطين ، وكان يردد أنها معركة وسيكون ليها ضحايا، وسأكون احد ضحاياها.
- وصفي مشروع قومي نضالي لحلم سوريا الكبرى، فقاومته وتآمرت عليه قوى التهريج في المنطقة وخطوط عالمية، لأنه العقل المقاوم الفعلي للمشروع الصهيوني ومخططات الحركة الصهيونية .
- وصفي مشروع وطني أردني بدولة الأرض والإنسان والإنتاج لأردن قوي بأفق خندق إسبارطي لتحرير فلسطين ، وآمن بأنها معركة المصير .
- وصفي حالة تاريخية بفهم حجم وخطورة المشروع الصهيوني، وللقوى الطامعة بالأرض العربية.
وبفكر وصفي، أنه لا تقل عنه خطورة حجم التهريج العربي وغياب خطة حقيقية على أرض الواقع لمواجهة المشروع الصهيوني ، وهو الذي عاش التجربة مجاهداً على أرض فلسطين ، بكشفه الأسباب الحقيقية للهزيمة التي اطلقوا عليها مسمى نكبة ، وهي نكبة أمة ومستنقع بعورات التاريخ لهذه الأمة، وليست نكبة شعب بتشريده من وطنه .
- وصفي الفكر والنهج، حالة فكرية سياسية تحررية، وحالة يقظة عروبية شاملة، ونموذج لمدرسة سياسية في مفهوم التطبيق والتنفيذ لبناء الدولة ونهج الحكم .
- وصفي عقل دولة لمشروع دولة ولم يكن رجل سلطة، وحالة وعي عروبية بإمتلاكه مشروع في مواجهة مشاريع الإستهداف، ولكنه لم يكتمل .
- إغتيال وصفي، مؤامرة بإغتيال لمشروع ناوئته قوى التهريج العربي بشعارات التزوير والتهريج، ولعبة كراسي، وقوى عالمية تستهدف المنطقة لتمرير مشاريع الهيمنة والإستلاب .
ذكرى استشهاد وصفي، أعمق في ذاكرتنا من وجدان عاطفة تبكيه، إنها قضية إغتيال أجمل ما في التاريخ الحديث بمشروع لم يكتمل، وتُباً لأمةٍ تغتالُ أجملَ ما فيها ...
رحم الله وصفي التل، حمانا وما حميناه، شهيد أمة ووطن وعلى روحه السلام .




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع