انتخابات خامسة في إسرائيل في أقل من 4 سنوات وعين نتنياهو على السلطة مجددا

31-10-2022 08:46 PM

الثقة نيوز - يعوّل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو على العودة إلى السلطة من خلال الانتخابات التشريعية الخامسة في أقلّ من أربع سنوات التي ستجري في إسرائيل الثلاثاء، وسط صعود لليمين المتشدد الذي يعزّز فرص فوزه بحصة أكبر في البرلمان.

ويواجه نتنياهو الذي يمثل المعارضة هذه المرة رئيس الوزراء المؤقت الوسطي يائير لابيد الذي كان رأس حربة العام الماضي في معركة الإطاحة بنتنياهو من خلال تشكيل ائتلاف متنوع من ثمانية أحزاب.

ويخوض لابيد انتخابات الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر بعد أيام على إنجازه اتفاقا تاريخيا لترسيم الحدود البحرية مع لبنان.

ويأمل نتنياهو الذي تولّى رئاسة الوزراء 15 عاما، منها 12 بدون انقطاع، في إقناع الناخبين أن لديه الخبرة الكافية لقيادة البلاد رغم محاكمة جارية في حقه بتهم تتعلق بالفساد.

وتظهر استطلاعات الرأي بروز حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو كأكبر حزب في البرلمان، لكن في بلد يقوم الفوز بالسلطة فيه خصوصا على تشكيل الائتلافات، فإن طريقه نحو رئاسة الوزراء ليس مؤكدا.

ومن المرجح أن يباشر الزعيمان الخصمان حتى قبل انتهاء عملية فرز الأصوات، مفاوضات مكثّفة مع الأحزاب الصغيرة للوصول إلى أغلبية 61 مقعدا ضرورية للفوز برئاسة الحكومة.

بالنسبة لنتنياهو، يعني هذا إحياء علاقته المزمنة مع اليهود المتشددين، والتودّد إلى تحالف اليمين المتشدد الذي يقوده إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

ويتقدّم تحالف "الصهيونية الدينية" هذا في استطلاعات الرأي، وقد يحلّ في المرتبة الثالثة في الانتخابات، وبالتالي يضاعف مقاعده الستة الحالية.

وفي حال حصل نتنياهو على دعم اليمين المتشدد، فهذا سيوصله إلى هدفه، لكن سيتعيّن عليه لقاء ذلك، إرضاء بن غفير بمناصب معينة.

- أزمة ثقة -

وتشير استطلاعات الرأي إلى تراجع حزب "يش عتيد" أو "يوجد مستقبل" بزعامة لابيد أمام الليكود.

ويقول أحد مساعدي لابيد "يريد (لابيد) التأكد من أن نتنياهو لن يحصل على المقاعد الـ 61 من حلفائه".

ويتعيّن على الأحزاب المنخرطة في الانتخابات الفوز بأربعة مقاعد على الأقل للوصول إلى البرلمان، وفق النظام الانتخابي في إسرائيل.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس غايل تلشير "يحاول لابيد أن يقول إنه الوحيد الذي يمكنه جمع أعضاء الكنيست المناهضين لنتنياهو".

ويضيف "عليه أن يتأكد أن شركاءه المحتملين سيتجاوزون عتبة" الحدّ الأدنى من الأصوات لدخول البرلمان.

وليس مؤكدا حصول بعض الأحزاب على أربعة مقاعد، وبين هذه الأحزاب، ثلاثة عربية عارضت نتنياهو في السابق.

ويرى زعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس، وهو أول حزب عربي انضم إلى ائتلاف حكومي إسرائيلي بعد انتخابات العام الماضي، في حديث مع وكالة فرانس برس، "أن هناك أزمة ثقة مع الجمهور العربي".

ويشكل العرب في إسرائيل قرابة 20% من السكان، وفي حال انخفضت نسبة مشاركتهم في الاقتراع، كما هو متوقع، ستفوز كتلة نتنياهو بالمزيد من المقاعد.

- مستقبل نتنياهو -

ومن المتوقع أن تكون نسبة مشاركة الناخبين الإسرائيليين الإجمالية مرتفعة نسبية، رغم أن الناخبين "مرهقون جدا"، وذلك وفقًا لخبيرة استطلاعات الرأي المخضرمة داليا شيندلين.

وكانت النسبة كذلك في الانتخابات الأربع السابقة التي كان أولها في نيسان/ أبريل 2019. رغم ذلك، لن تنتهي الأزمة السياسية في إسرائيل يوم الانتخابات.

وغالبا ما تستغرق محادثات تشكيل تحالف أسابيع، وفي حال فشلت، يكون الحل بالعودة إلى صناديق الاقتراع مجددا.

وتعتقد شيندلين أن الناخبين "لم يغيروا رأيهم بشكل كبير خلال الدورات الماضية"، لكن مواقف قادتهم يمكن أن تتغير.

وتضيف "الشيء المختلف هو شكل الأحزاب، وربما قرارات قادة الحزب الذين سيتعين عليهم تحديد الائتلافات التي سينضمون إليها".

وتشير الخبيرة إلى أن "هذا يتغيّر من انتخابات إلى أخرى، ويمكن أن يتغيّر هذه المرة أيضا".

وتتابع "قد تكون لنتيجة التصويت الأخير عواقب أكبر على نتنياهو" الذي يحاكم بتهم تتعلق بالفساد.

في حال فوزه، سيحصل نتنياهو على الحصانة من الملاحقة القضائية، بدعم من تحالف "الصهيونية الدينية" الذي يطالب بإصلاح النظام القضائي.

وفي حال بقي في المعارضة، يمكن لنتنياهو "التفاوض على صفقة مع الادعاء"، وفق تلشير.

وتقول إنه بعد إصدار مذكراته هذا الشهر، قد يكون نتنياهو "يمهّد الطريق لرحيله" بعد عقود من العمل السياسي.

- جولات انتخابية سابقة –

9 نيسان/ أبريل 2019: فاز حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو بـ35 مقعدا من أصل 120 هي إجمالي عدد مقاعد الكنيست، وحصل منافسه الرئيسي تحالف "أزرق أبيض" برئاسة بيني غانتس وشريكه يائير لابيد على 35 مقعدا أيضا، لكن كلا الحزبين فشلا في تشكيل حكومة، فتمّ حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

17 أيلول/ سبتمبر 2019: حصل تحالف "أزرق أبيض" بزعامة غانتس ولابيد على 33 مقعدا، والليكود على 32، لكن كلا الحزبين فشلا مجددا في تشكيل حكومة في الموعد المحدد، فتمّ حلّ الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

2 آذار/ مارس 2020: فاز الليكود بأكبر عدد من المقاعد (36 مقعدا)، وحصل منافسه تحالف "أزرق أبيض" على 33، وفي البداية فشل كلا الحزبين في تشكيل حكومة، لكن نتنياهو وغانتس اتفقا لاحقا على تشكيل حكومة بالتناوب. ولم تصمد الحكومة كثيرا لعدم القدرة على إقرار الميزانية والخلافات بين نتنياهو وغانتس، وتم حلّ الكنيست في كانون الأول/ديسمبر، والدعوة لانتخابات مبكرة.

23 آذار/ مارس 2021: فاز الليكود بأعلى الأصوات مجددا، وحصل على 30 مقعدا، وتفكك تحالف "أزرق أبيض" بين لابيد وغانتس، ولكن نتنياهو فشل في تشكيل حكومة.

وأسفر اتفاق بين 8 أحزاب -مناهضة لاستمرار ولاية نتنياهو رئيسا للحكومة- عن إعلان الائتلاف الحكومي الأخير يوم 13 حزيران/ يونيو 2021 بعد مصادقة الكنيست عليه بالأغلبية، حيث نص الاتفاق على التناوب على رئاسة الوزراء بين لابيد وبينيت.


الثقة نيوز







التعليقات حالياً متوقفة من الموقع