لماذا-يغضب-الحراكيون-والثورجية

08-03-2023 10:05 AM

الثقة نيوز - عمر كلاب

منذ الربيع العربي وحراكات الشوارع, والحراكيون والثورجية يرونني خارج صفوفهم
بل وعدو لهم, ويذكرونني دوما بماضّي السياسي والحزبي, وبانني انقلبت على هذا
الماضي, واردد شعاراته فقط للمصلحة الذاتية, بالمقابل التيار اليميني في السلطة يراني خصما
ومناصرا للحراك ولليسار, وحتى التيار الوسطي يراني احمل فكرا جامدا ومتحجرا, كما وصفني
احدهم بعد خلوة في البحر الميت, اما يسار السلطة على قلته وعلته فهو بعيد كل البعد عن االثر
والتأثير, وبالقطع ال يحمل شعورا طيبا الحد, حتى ال ينافسه موقعه وليبقى الممثل الشرعي
والوحيد.
بعد فشل الربيع العربي, عادت تلك القوى وكثير من الحراكيين الى التواصل معي, مؤكدين انني
كنت على صواب في كثير مما قلته وتوقعته, فال يوجد برنامج للحراك وال يوجد قيادة, فكيف
ستنجح المطالب وتتحقق, فسطى تيار سياسي بعينه على الحراك فخطفه لجانبه, فيما نجح قادة
حراكيون في توضيب اوضاعهم وتحسين شروطهم مع السلطة, وانا هنا ال امارس احكاما, بل
اصف واقعا, ومن يقرأ اليوم اعضاء القيادات الحزبية الجديدة يرى كيف تناغموا مع تلك االحزاب
بشروط مواقعية, بمعنى ان االقوال السابقة كانت لالستهالك المحلي, وليست اصيلة في
النفوساو على ?القل حدثت ردة موضوعية, نقلتهم الى الخانة االخرى.
باالمس كتبت مقاال في هذا الموقع بعنوان – نعم اجمل االيام لم تات بعد -, اعاد احياء بعض
التهم المعلبة والطازجة, على شاكلة « انت تعوم على عومهم, والقادم اسخم « وقلة كانت
تعليقاتها اشبه بالحيادية لكنها تحمل ايماءة او غمزة رافضة, على شاكلة « الله كريم, وهذه>مقالة من القلب الى القلب« وايضا اكرر هل عشنا او نعيش اياما جميلة, وهل من العيب ان
اطلب الزام الحكومة ورئيسها ببرنامج يكفل ان تطرق السعادة ابوابنا, وان نضع برنامجا فعال
للسعادة, ام ان المطلوب ان نبقى في دائرة التعاسة؟ وانا ما زلت ارى امال اذا ما احسنا ادارة م?
اردنا وكفاءاتنا البشرية, رغم كل اوجاع الجوار وكل صداع الظرف الداخلي واالزمة االقتصادية
والسياسة واالجتماعية, فنحن اكثر شعب يمتلك خبرة في التعامل مع اشتعاالت االقليم,
ونملك خبرة واسعة في ادارة االزمات والعواصف المحلية الداخلية, لكن غاب عنا االرادة واالدارة,
وهذه يمكن استردادها بسهولة الن مكوناتها محلية ومتوفرة.
شروط االستعادة سهلة, حالة شعبية ناهضة تريد تغيير الواقع وفق منظومة االصالح الثالثية,
نريد أيديولوجية اصالحية، أو على األقل رؤية واضحة بشأن ما المرفوض، وما المطلوب،
أيديولوجية ينتج عنها برنامج عمل، فاالصالح هو فعل سياسي من أجل تغيير سياسة الدولة،
لتكون أكثر اتفاقًا مع مصالح السواد األعظم من الناس, وإذا لم تكن قيادة االصالح اصالحية,
ولديها برنامج عمل لتحقيق هذا الهدف، فهى تدمر القائم، وال تقدم بديًال عنه سوى وعود لن
تنجح في تنفيذها، ألنها ال تملك البنية التنظيمية أو الكوادر لتحقيقها. ثم أخيرًا كوادر مدربة تع?ل
من أجل الرؤية العامة، وليس بهدف خصخصة االصالح على مقاسهم، وكأن االردن واالردنيين
في خدمتهم، وليس االصالح في خدمة االردن, والكوادر مصطلح أعقد كثيرًا من الهتيفة
يمة المستعدين للنزول للشوارع لساعات طوال، أو الذين يستخدمون قدراتهم « الفيس
والشِّت
بوكية والتويترية « لتشويه مخالفيهم, المقصود بالكوادر هم خبراء وساسة قادرون على تولى
ملفات الدولة إلصالحها وإعادة توجيهها للصالح العام.
الن غياب القيادة والتنظيم جعلت كل شخص يقبل منصبًا عامًا هدفا مشاعا للشتيمة
والتشويه، لينالوا منه مهما كانت كفاءته ورغبته في خدمة البلد. وأصبح يمارس زعماء »فيس
بوك«، و»تويتر« حق النقض الملزم على أي شخص يبرز للخدمة العامة، فتراجع كثيرون وتقدم
آخرون أقل كفاءة وقدرة, وارجو مجددا الا يغضب الثوريون والحراكيون.








التعليقات حالياً متوقفة من الموقع