الثقة نيوز

الثقة نيوز - الإيحاءات والإيماءات التي يمكن قراءتها بعد أول ظهور إعلامي مفصل لوزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الجديدة الدكتور محمد المومني قد تكون أكثر أهمية من مضمون التصريحات والتعليقات خصوصا وان المومني وهو سياسي نشط عاد للوزارة باعتباره الخيار الأكثر خبرة في ملفي الإعلام والإتصال خلافا لان الوزير المختص هنا بقي في الظل لمدة أسبوعين على الاقل دون ادنى افصاح اعلامي قبل الظهور الرسمي الاول ظهر الثلاثاء.
المقصود هنا ان المومني اجاب على بعض اسئلة الراي العام المطروحة بالقدر المتاح من الذكاء والمرونة والمهنية لكن بلغة تنسجم مع ما يؤمن به عقل الدولة وليس الحكومة او رئيس وزرائها.
الإيحاء الأبرز سياسيا هنا هو ان حكومة الدكتور جعفر حسان تظهر إهتماما بالملف السياسي الذي غادرته مرارا وتكرارا في الماضي وقد تقصد الوزير المومني ان يتحدث قليلا عن جلسة أخيرة لمجلس الوزراء خصصت لبحث التطورات الإقليمية وحصرا إستمرار العدوان على قطاع غزة وتوسعه الى لبنان الشقيق.
وتلك إشارة تقول فيها الحكومة للرأي العام انها خلافا للانطباع الأول عنها كوزارة اقتصادية بحتة معنية بالملف الاقليمي والسياسي واحداث المنطقة لا بل ستناقشها على المستوى الوزاري ثم ستفسح عن موقفها ورؤيتها.. هذا بحد ذاته جديد نسبيا.


لكن المومني عبر عنه وأعاد تلاوة ما يشبه بيان سياسي للحكومة عنوانه التطورات الخطيرة والدعوة الى وقف العدوان على غزة ولبنان واعتبار التصعيد الاسرائيلي الخطير سيجر المنطقة والعالم الى صراعه كارثي أوسع.
ويتعهد مجلس الوزراء بموجب البيان بالاستمرار في البناء على جهود جلالة الملك ليس لوقف العدوان على غزة فقط لكن لوقف العدوان والانتهاكات في الضفة الغربية.
ويؤكد المومني ان مجلس الوزراء يقف بكل امكاناته خلف الاشقاء في لبنان ويعلن بان الاردن يقود أكبر عملية إغاثة عالمية في غزة.
في لغة الحكومة كما يعبر عنها المومني اضافة مرصودة للملف اللبناني ولما يجري في الضفة الغربية.
وفيها ايضا إشارات من هنا وهناك بالإيحاء بان التفاعل العاطفي مع الشعوب التي تعتدي عليها إسرائيل سيدعم والحكومة سيتفهمه لكن ثمة قيود بعنوان رفض وإدانة اي اعتداء على رجال الامن وبعنوان عدم السماح بهتافات تخالف القيم الأردنية وتخرج عن منظومتها مع التركيز على ان المطلوب ادراك التحديات والبقاء خلف القيادة والالتفافحولها.


تعهد المومني بالمزيد من الشفافية وتزويد وسائل الاعلام بالمعلومات وأعلن عن وصول الطائرة الاردنية الثالثة إغاثيا الى لبنان الشقيق ملمحا الى ضرورة تبني شعرات وهتافات تعكس القيم الوطنية.
خط الوزير المومني بوضوح في مسالة تطورات الإقليم الى تقديم انطباع جديد عن الحكومة يوقف الإيحاء العام بانها لن تهتم الا بالملف الاقتصادي وقياسا بالنشاط المألوف عن المومني قبل سنوات يمكن القول بان الوسط الاعلامي سيتعامل بعد الآن مع حزمة من اطر الشفافية والمعطيات.